قلبه لا يبالي بقلم هدير نور
فبالاضافه الي انهم يشبهونه في الشكل
حيث كانوا يمتلكون ذات الشعر الأسود الحربري والأعين العسليه الا انهم اخذوا منه ايضًا طباعه العنيده المتحكمه..
هتف يامن بحنق
يا مامي مينفعش اللي بتعمليه ده….
ليكمل وهو يتطلع الي شقيقتيه التوأم ليانا ونايا اللتان تبلغان من العمر سنوات واللتان تشبهان والدتهم بشعرهم الناري وعينيهم الرمادي المائله للزراق….لكنهم رغم ذلك لم يكونوا توأم متشابه فقد كان لكل واحده منهم شكل مميز خاص بها
وليانا ونايا كمان معاكي ….
قاطعته ليانا هاتفه بتعثرها المعتاد الطفولي راسمه علي وجهها الغضب مقلده شقيقها
لتسرع نايا قائله بغضب وهي تساند شقيقتها
ايوه…انت مالك….
هتف مازن بغضب الذي كان يأخذ نفس موقف شقيقه الاكبر
بقي كده يا ليانا.. انتي ونايا طيب والله ما هتلعبوا معانا تاني…
ثم بدئوا بالتشاجر..مما جعل داليدا تتجه نحو اطفالها الثلاثه دافعه اياهم لخارج صالة الالعاب هاتفه بصرامه وهي لازالت تقاوم نوبة الضحك المتصاعده بداخلها
اطلعوا انتوا التلاته برا…
هتف مالك الصغير بغضب بينما يضرب الارض بطفوليه بينما يمسك بيد يامن ومازن ويتجهان للخارج
كده يا مامي طيب والله لما بابي يجي هنقوله…. علي اللي بتعملوه ده
هتفت نايا وليانا في ذات الوقت وهم يخرجون السنتهم بحركه طفوليه
قولوله…..
لتكمل ليانا وهي تمسك بيد والدتها هاتفه بطريقه مغيظه وهي تتطلع نحو اشقائها بشماته
يلا يا نايا..يلا يا مامي علشان نكمل….
لم تستطع داليدا السيطره اكثر من ذلك علي نفسها لتنفجر ضاحكه مما جعل هؤلاء الشياطين الخمس يتطلعون اليها باستغراب كما لو جنت فقد كانوا في خصم شجار من شجاراتهم التي لا تنتهي فلما تضحك بهذا الشكل…
اخذ يامن يتطلع اليهم بغضب قبل ان يزفر بحنق ويتجه للخارج مع شقيقاه…
بعد بعض الوقت….
دلف داغر الي القصر بعد يوم عمل طويل مرهق.. لكن ذهب ارهاقه وتعبه هذا فور ان وقعت عينيه علي اطفاله الثلاث الجالسين علي الاريكه بجانب بعضهم البعض يكتفون اذراعهم فوق صدورهم وو وجههم يرتسم علي الغضب والحنق
في ايه مالكوا قاعدين زعلانين كده ليه…
تغيرت تعابير وجوههم فور رؤيتهم له حيث اشرقت وجوههم بالسعاده والفرح اندفعوا نحوه علي الفور يحتضنونه بقوه مستقبلين اياه بحماس وسعاده كعادتهم عندما يعود من العمل فبرغم حبهم لوالدتهم وتعلقهم الشديد بها
الا انهم كانوا اكثر تعلقًا بوالدهم متخذين اياه مثلًا أعلي لهم حيث كانوا يقلدونه في كل شيء تقريبًا…
جلس داغر علي عقبيه محتضن الثلاثه بين ذراعيه يضمهم اليه بحنان قائلًا
ايه بقي اللي مزعل وحوش الدويري…؟!
اجابه مالك الصغير الذي عقد ذراعيه حول عنق والده يتشبث به بقوه
مرر داغر يده فوق شعر صغيره قائلًا بهدوء
اكيد جننتوها بعاميلكوا زي كل مره…
اجابه يامن بينما يضع يده فوق وجه والده مديرًا اياه نحوه حتي يجذب اهتمامه له…
ابدًا يا بابي والله بس ينفع مامي تشغل اغاني وتاخد ليانا ونايا وتعلمهم الرقص..
ليكمل بتذمر ووجه مقتضب
ده يرضيك ….
غمغم داغر بحده وهو يتطلع نحوهم بصدم#مه
يعني ايه بتعلمهم الرقص……؟!
ليكمل بصرامه وحده
هما فين….؟!
اجابه مالك سريعًا بينما يشير الي اخر الردهه
في صالة الالعاب….
تركهم داغر واتجه نحو تلك الصاله بوجه متصلب يرتسم عليه علامات الغضب
بينما اخذ الصغار الثلاثه يتطلعون الي بعضهم البعض بنظرات تمتلئ بالانتصار والفرح قبل ان يركضوا خلف والدهم سريعًا محاولين اللحاق به حتي لا يفوتوا المشهد المنتظر…
اقترب داغر من صالة الالعاب الرياضيه التي كان ينبعث منها اصوات اغاني مرتفعه للغايه….
فور ان دلف اليها وجد داليدا توليه ظهره بينما ترقص مرتديه فستانًا احمر قصير يشابه الي حد كبير الي الفستاين التي ترتديها كلًا من طفلتيه نايا وليانا التي كانت كل واحده منهم تحاول تقليد حركات والدتهم البارعه في الرقص…
بينما كان الاطفال الثلاثه يقفون بباب الصاله يتابعون باعين تلتمع بالحماس والدهم الذي تقدم نحو هؤلاء المندمجين بالرقص غير مدركين لوجوده….
همس مالك في اذن مازن بصوت منخفض يملئه فرح طفولي
بابي هيجبلنا حقنا.
تقدم داغر مقتربًا منهم بهدوء ثم فجأه ودون سابق انذار انحني حاملًا طفلتيه كل واحده منهم علي ذراع من ذراعيه مما جعلهم يصرخوا بمفاجأه وصدم#مه…
بينما توقفت داليدا عن الرقص فور سماعها صرختهم تلك لتستدير الي الخلف وتجد داغر واقفًا يحمل كلًا من ليانا ونايا علي ذراعيه..اشرق وجهها علي الفور بابتسامه واسعه بينما عينيها تلتمع بالشغف وهي تتأمله
اقترب منها بوجه جامد مما جعلها تستغرب حالته تلك همت ان تسأله مت به لكنها سرعان ما انفجرت ضاحكه عندما بدأ بالرقص علي نغمات الموسيقي وهو لايزال يحمل طفلتيه مقبلًا كل منهما علي خدها وابتسامه مشرقه علي وجهه ملاعبًا اياهم لتبدأ داليدا بالرقص معهم بحماس وهي تغني بصوت مرتفع مردده كلمات الاغنيه…
بينما كان يقف الاطفال الثلاثه بفم فاغر من الصدم#مه مما فعله والدهم فقد كانوا يعتقدوا بانه سيقوم بتعنيفهم عما فعلوه لكنه ولصدمتهم شاركهم بالرقص…
التفت داغر نحو الباب وهو لا يزال مبتسمًا عندما انتبه لهؤلاء الواقفين بباب الصاله بوجه متجهم بغضب طفولي هتف مشيرًا اليهم بالتقدم الي الداخل والانضمام اليهم..
لكنهم هزوا رأسهم بالرفض والغضب لا يزال مرتسم علي وجوههم…مما جعله يخفض طفلتيه علي الارض بجانب والدتهم من ثم اتجه اليهم يجلس علي عقبيه امامهم قائلًا بهدوء
كنتوا مستنين اني اعمل معاهم ايه ازعق لهم…و لا اضربهم..؟!
اجابه يامن سريعًا وقد شحب وجهه من هذه الفكره بينما تعلقت عينيه بحب وخوف في ذات الوقت علي والدته الواقفه تتابع ما يحدث بصمت
لا يا بابي طبعًا……
ليهمهم كلًا من مالك ومازن بالرفض هم الاخرين…مرر داغر يده علي رأس كل واحد منهم بحنان قبل ان يحاول شرح الامر لهم بهدوء حتي يستطيع استعابه عقلهم الذي لم ينضج بعد….
ماما معملتش حاجه غلط…ولا ليانا ونايا هما بيرقصوا مع بعض وفرحانين..و مادام هما في البيت فبراحتهم مينفعش تقيد حريتهم…
ليكمل بحزم وهدوء في ذات الوقت…
و ماما مش صغيره علشان تيجوا تشتكولي منها…ماما عارفه كويس هي بتعمل ايه وعمرها ما هتعمل حاجه غلط..مش كده
احمر وجه اطفاله بحمرة الخجل بسبب فعلتهم تلك…همس يامن بصوت منخفض بينما يرفع عينين دامعه الي والدته ثم اخفضها سريعًا ينظر الي الارض وهو يشعر بالضيق والخجل مما فعلوه
عندك حق يا بابي…